البحر للجميع

بقالنا اسبوع انا وصديقاتي نخطط للخروج سويا قبل ان تسافر احدانا لالتحاق بزوجها

بالخارج..فقد كنا نريد ان ننفرد بها قليلا و نسترجع ايام الدراسة الجميلة قبل ان يسرقها

منا الزوج والجغرافيا..

ولان العرب في كل بقاع العالم لا يحترمون المواعيد او بالاحرى يفلحون جدا في التخطيط

ولا يلتزمون بالتنفيذ فقد صرفنا اسبوعين في تحديد اليوم و المكان الذي سنقصده وبعد شد

ورد ورسائل على الموبايل واتصالات هاتفية ولقاءات انترنتية حددنا يوم الاحد 24 فبراير

ليكون موعدا للخرجة والمضحك في الامر اننا خرجنا بدون صديقتنا التي كان يفترض اننا

سنحتفي بها فقد اعتذرت في اخر لحظة ..

ولانه كنا متلهفين لتغير الروتين ولو قليلا قررنا ان نمضي بدونها فقصدنا الكورنيش حتى

ننعم ولو قليلا بجو دافئ ونظيف ..

كان الجو رائعا جداا بعد اسبوع من المطر اشرقت الشمس الدافئة و كانت نسمة الهواء

جميلة بحق ..بعد ان غادرنا التاكسي متلهفات لنظرة في هدا العالم الازرق الجميل فوجئنا

ان الشاطئ مملوء عن اخره بالناس..جماعات من الشباب يلعبون الكرة و فتيات ترفع

بناطيل الجنز الى الركب حتى تنعم بملمس الماء الدافئ..وزرافات من العشاق ينتشرون

هنا وهناك..

شعرت بالحسرة تغمرني ففي العادة احب ان انعم بالبحر لوحدي ..لا احب كل تلك الجموع

المزعجة التي حولت الرمال لحلبة سباق ومنظر العاشقين كان شادا بحق امام هيبة مسجد

الحسن التاني الضخم..فلم استطع فهم هذا التناقض العجيب ..لم تعد للمسجد حرمة بل صار

مكانا للمواعدات الغرامية..

للحظة معينة احسست ان منظرنا شاد وسط كل هذا العدد من الناس بملابسنا الثقيلة وحجابنا

الكامل كنا نشكل نشازا وسط هذا المنظر البذيء و كأن البحر لم يعد للجميع و بات مرتعا

للمعربذين و المنحرفين.

حاولنا ان نجد مكانا محترما نجلس فيه لكن ماكان الا ان نفرنا اكثر من التجمعات البشرية..

اسرعنا الخطى باتجاه ساحة المسجد ..وفجاة تصاعدت امواج البحر لتتجاوز الحاجز الاسمنتي

و تبلل الكوبلات الذين كانو يتهامسون غير ابهين بمن حولهم فضحكت قائلة لصديقتي..

اخيرا هناك من غضب للمنكر فهاهو مزاج البحر قد تعكر ..

دودو