عندي حنين لكل شيء ..
و بداخلي هلع من كل شيء و من لاشيء
مشاعرمتانقضة قد تكون غبية لا تستحق التدوين
لكنها في لحظة ولادتها يكون لها شان
...
لست ادري لما خطر على بالي عدد من اقربائي الذين توفوا
قد يكون امعانا مني في اثارة دموعي و تخليص نفسي من تلك الشحنات
السلبية التي تطبق على صدري و تكاد تخنقني
او ربما هو مجرد حنين..
مثلما يروادني الحنين لمدرستي القديمة
ولاصدقاء الطفولة ..
واليوم جاء دور الاموات..
...
اذكر اول عهدي بالوفيات عندما كنت صغيرة
لا استطيع تحديد سني لكني لم اتلحق بالمدرسة بعد
كان جارنا ..
رجل متقدم في السن و اظن ان زوجته كانت قريبتنا ابضا..
ما تزال صورته عالقة بذهني رغم اني لست اذكر اذا كان طيبا او لا
كل ما يترائى امام عيني هو قامته الطويلة و جلبابه العسلي و تلك العمامة
التي كان يلف بها راسه ..كان عند جدي مثلها ايضا ..
ما تزال صورة نعشه ماثلة امامي ..
كان يحمله اربعة من الناس على مرفع خشبي ويسيرون به نزولا الى مدافن القرية
والتي كانت على هضبة مطلة على البحر..
كان الرجال يرددون لا اله الا الله و يسيرون بخطى سريعة ..
ربما خيل الي معها انهم يركضون..
...
لا اعتقد انني بكيت او تاثرت فلم اكن افهم معنى ان يموت احدهم بعد..
ولا اظنني حتى الأن فهمت جيدا معنى ان يموت عزيز او قريب او حتى غريب..
فالبنسبة لي كان الموت شبيها بالغياب او السفر..كله غياب يرجى منه عودة..
31-10-2006